مركز تريندز للبحوث والاستشارات أضاف إلى رصيده النشط مجموعة من النوافذ الفكرية التي تسهل عملية الحصول وتبادل المعلومة

مبادرات “مركز تريندز” الفكرية

الرئيسية مقالات
محمد خلفان الصوافي : كاتب إماراتي

مبادرات “مركز تريندز” الفكرية

 

 

 

 

بتدشين، يوم أمس الثلاثاء، “جملة” من المبادرات من أجل خدمة البحث العلمي؛ يكون “مركز تريندز للبحوث والاستشارات” قد أضاف إلى رصيده النشط مجموعة من النوافذ الفكرية التي تسهل عملية الحصول وتبادل المعلومة ليس فقط مع شركاءه المنتشرين على مستوى العالم والذين يبلغ عددهم (180) مركزاً بحثياً، وإنما حتى مع الباحثين والمهمتين بنوعية القضايا التي يطرحها المركز والتي تعالج واحدة من أهم التحديات والأخطار التي تواجه الإنسانية في العالم وهو: خطاب الكراهية المؤدي إلى التطرف والإرهاب.

لا خلاف، على أن تسهيل مسألة الحصول على المعلومة من أي مكان في العالم في قضايا مشتركة بين الجميع، له الفضل في خلق موقف موحد تجاه قضايا محل اهتمام.بل تداول المعلومة يساهم في غزارة الإنتاج الفكري بين المهتمين؛ لهذا كان أمس تدشين الموقع الالكتروني الجديد لمركز “تريندز”، أما “البرود كاست” فقد أصبح اليوم “الذراع الفكري” للتواصل بين الرأي العام والمفكرين، أما وجود منصة تجمع المفكرين للتحاور ممثلة في “قاعة للمؤتمرات” مجهزة بما ييسر للمتحاورين من أي مكان في العالم بيئة تحفز على الإبداع والتقريب بين وجهات النظر.

ولكي تكون المسألة أكثر دقة، فإن أهمية المبادرات الفكرية التي أطلقها “تريندز” أمس تكمن في عاملين اثنين. العامل الأول: نوعية المجال الذي يعمل فيه المركز وهي مجالات التسامح والتعايش الإنساني وهي من القضايا التي رغم الإجماع الدولي على خطورتها إلا أن جهود مواجهتها تحتاج إلى التنسيق المتبادل والمتكرر وبالأخص في تلك التنظيمات التي تستند على أيديولوجية تستخدم الدين وسيلة لتحقيق أهدافها التدميرية للمجتمعات المسالمة وهو ما يعني أهمية ربط المهتمين في العالم في منصة مشتركة على الأقل لإسماع وجهة النظر العربية والخليجية تجاه هذا التحدي.

العامل الثاني: أن أهمية وجود المعلومة هو توظيفها في العمل البحثي أو في اتخاذ القرار أما بقاءها دون الاستفادة منها فهو جهد مهدور ولا قيمة له، فالمراكز يتم تأسيسها أجل “المعلومات الموثوقة” لخدمة صناع القرار للمساعدة في بناء سيناريوهات دقيقة لمتخذ القرار، كما أن دور هذه المراكز هو تزويد الباحثين بالمعرفة حول القضايا محل التخصص والذين بدورهم يعملون من أجل توعية الرأي العالم تجاه تلك القضايا وغير ذلك ستكون دور المراكز باعتبارات “مستودعات” لتراكم المعلومات وتخزينها بدلاً من أن يكون دورها تغيير حال المجتمع أو العالم فكرياً.

المبادرات كشكل للتواصل هو تعبير عن فهم القائمين على مركز “تريندز” لدور هذه النوعية من الأدوات في التبادل المعرفي لذا حظي حفل التدشين بحضور من أهل الاختصاص من السياسيين في الدولة وممثلي المؤسسات التي لها علاقة بمجال عمل المركز من الأكاديميين والمسئولين بل إن الأمر شهد عدداً من الإعلاميين بنوعيه التقليدي والإعلام الجديد باعتبار “شريك استراتيجي” لإنجاح أي عمل وطني وإنساني على مستوى العالم.

يبقى أن مسألة ترسخ مراكز الدراسات مكانتها من خلال توسعة الشراكات مع مثيلاتها في العالم لخلق رؤية واحدة ولا يمنع الاختلاف في المقاربات لمواجهة التحديات بل هذا يقويها، وما فعله “تريندز” أمس أنه تقدم خطوة مهمة في تعزيز دوره البحثي، كما أن حضور المراكز المجتمعي يعتمد في التواصل مع المجتمعات بكل عناصره الباحثين والناس العاديين لأنه بذلك يحدد “هوية عمله” حيث يفترض أن يكون هدفه خدمة المجتمع سواءً المجتمع المحلي أو المجتمعات الإنسانية في العالم.

 


تعليقات الموقع